ثلوج وأمطار غزيرة: لبنان يستقبل الضيف الابيض منتصف الاسبوع القادم مع موجة صقيع غير مسبوقة
د. فادي سامي كرم – نائب رئيس نادي العلوم
يدخل لبنان إعتباراً من يوم الثلاثاء 16 شباط/فبراير2021 تحت تأثير منخفض جوي واسع النطاق، كان قد أرخى بظلاله طيلة الاسبوع الحالي فوق منطقة جنوب شرق أوروبا من ايطاليا وصولاً الى البحر الاسود. وأظهرت الصور الجوية خلال اليومين الماضيين تمدُد المنخفض فوق تركيا بإتجاه شرق حوض البحر الابيض المتوسط ولبنان. تنخفض نتيجة ذلك مستويات الضغط الجوي من 1024 mbar الى 1000 mbar، مما سوف يتسبب برياح قوية قد تصل سرعتها الى 65 كم في الساعة، لكنها تبقى دون مستوى العاصفة على مقياس بوفور (88 كم في الساعة). يرمي المنخفض بثقله فوق لبنان، خاصة المناطق الشمالية منه وسهل البقاع، إعتباراً من يوم الاربعاء، حيث من المتوقع أن تبلغ سماكة الثلوج 20 سم على مستوى سهل البقاع ومدينة زحلة، مع العلم أن المنخفض سوف يكون شديد البرودة، وسوف يتسبب بتدني الحرارات النهارية والليلية دون معدلاتها السنوية، تصل الى 6 درجات تحت الصفر على ارتفاع 1500 متر والى درجتين تحت الصفر على ارتفاع 1000 متر.
يبدأ تساقط الثلوج يوم الثلاثاء ليلاً على إرتفاع 1000 متر وما فوق، ويشتد طيلة يوم الاربعاء، حيث من المتوقع أن تبلغ سماكة الثلوج على مستوى سهل البقاع ومدينة زحلة 20 سم، مع تدني ملحوظ في درجات الحرارات النهارية والليلية، وإنخفاض في سرعة الرياح مما يساعد على تراكم الثلوج على المرتفعات وفي الداخل. تبدأ الثلوج بالإنحسار يوم الخميس مع تقدم المنخفض جنوباً بإتجاه الأردن وفلسطين، وبعد أن يكون مستوى تساقط الثلوج قد لامس إرتفاع 750 متر فوق سطح البحر. يبقى تساقط الثلوج الممزوجة بالإمطار طيلة يومي الخميس والجمعة ، ومن المتوقع أن تتشكل السيول على الطرقات وفي الأراضي الزراعية بسبب غزارة الامطار، والتي سوف تساهم في تسريع ذوبان الثلوج. غير أن موجات الصقيع سوف تبقى مسيطرة حتى بعد إنحسار المنخفض في نهاية الاسبوع، والتي سوف تؤدي الى تشكُل طبقات من الجليد على المرتفعات وفي الداخل، وعليه يُرجى توخي الحذر. علماً أن درجات الحرارة الدنيا قد تلامس 5 درجات تحت الصفر في البقاع يومي الجمعة والسبت.
لقد تم رصد هذا المنخفض فوق أجزاء واسعة من جنوب شرق القارة الاوروبية وصولاً الى السواحل الغربية والجنوبية للبحر الاسود وفوق تركيا، كما تظهره الصورة في أسفل الصفحة (الخط الازرق يظهر تقدم المنخفض بإتجاه لبنان)، وهذا ما يعني أن مفاعيله سوف، ومن شبه المؤكد، تصل الى لبنان وبلدان أخرى. تأتي هذه الأجواء غير المستقرة بعد فترة من الصحو دامت حوالي الاسبوعين، مما سوف يتسبب بأمطار غزيرة وسيول بسبب ارتفاع حرارة الأرض، مع إمكانية حصول برق ورعد بسبب برودة الكتلة الهوائية القطبية المصدر واصطدامها بالكتلة الهوائية الدافئة التي كانت مسيطرة خلال الأسبوعين الماضيين فوق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. أما من ناحية كمية الثلوج فهي لن تكون بمقدار تلك التي تحملها المنخفضات الغربية المشبَعة بالرطوبة والآتية من ناحية البحر.
تبقى هذه المعلومات رهناً بإتجاه الرياح، والتي وإن ما زالت ضمن التوقعات حتى تاريخ نشر هذا المقال، فأن أي تغيير في مسار إتجاه الرياح نحو لبنان قد يؤدي الأمر الى إنحسار المنخفض وتحويله نحو مناطق أخرى، علماَ أنه سوف تكون له ترددات إضافية حتى بعد إنحساره نهاية الأسبوع.
د. فادي سامي كرم – نائب رئيس نادي العلوم
February 14,2021
Created and Developed by
